الثلوج السوداء
الجزء الثاني
تغمض الجدة عيناها لترقد بسلام كانت حكيمة بما يكفي لان تصير مستشارة الام جلوديا الان صارت ايليف تحت رعاية الام ذاتها ملكة المدينة، تربت الام علي راس ايليف بينما تشاهد التراب يغرق قبر الجدة كانت تبكي بحرقة تحتضن تلك المقتنيات الخاصة التي بقيت ذكري من جدتها.
- آسيا انت ستعتنين بايليف و تدربينها انها مثل ابنتك منذ اليوم..
كانت تلك اوامر الام لمساعدتها قبل ان تلتفت الي سيو و زوجته مينا هما زوجان و ايضا قائدان في جيش الام الخاص...
- هل هناك اي مستجدات بشان يوجين...
▪في مدينة الظلال قرب النهر الازرق كانت صيحات المحاربين تزداد قوة و تتعالي بشدة كانو يحملون تلك المناجل الحادة الطويلة بينما يلتفون في حلقة كبيرة يقاتل أحدهم الاخر قتال الموت.
- آموت انظر انهم وحوش بشرية سيمنحون شعبنا المجد.
ينظر آموت الي ملكه يوجين في فخر و يردف....
-متي سنعبر جسر الظلال نحو مدينة الذهب..
ينظر يوجين اليه مبتسما في خبث.....
▪كانت مدينة الجبل الأحمر تحشد جيشاً من مائة ألف محارب ليتحرك من فوره الي دراكارو ارض الذهب بينما يعبر يوجين ارض الظلال عبر الجسر العملاق نحو ارض الذهب كان الجيش عظيما يجمع كل اعراق قارة سارل تعداده يفوق المليون محارب لم يكن لأحد ان يتصور مدي جنون يوجين و هوسه بالذهب.
◽وراء الجدار.. ينهض يازارد من نومه المليئ بالكوابيس و قد تجمدت اطرافه من البرد بينما يلتف فولكن و بولجن حول النار التي اشعلوها داخل هذا الكهف، اقترب يدفئ اطرافه...
- ماذا يعني هذا كله ما هذه الثلوج و الرعود؟
- يازارد تسأل أسئلة لا أملك اجابتها... ولكن جميعكم رأيتم تلك النيران الزرقاء التي تصاعدت من مكان ما في أقصى شمال هذه الارض امامنا امران اما ان نتوغل لنكتشف سر هذه الارض او نرجع من حيث جئنا.
نظر الثلاثة الي بعضهم فالتوغل يعني إحتمال الموت و الرجوع يعني الهرب و قد يكون الخطر قادما فالجميع يعرف تلك النبوءة القديمة.... كسر حاجز صمتهم تلك الاقدام قرب الكهف...
كانوا يتحدثون بأصواتهم الغريبة القوية و لكنهم يتحدثون هذا يعني انهم بشر... يحمل احدهم بلطة حادة بينما الاخر يحمل سيفا غريب الشكل كانوا يرتدون الجلد و الفرو تنسدل شعورهم علي اكتافهم بينما تبرز من افواههم تلك الانياب الغريبة.
- هل هؤلاء بشر...
- ابق مختبئا و لا تسأل اللعنة انهم كثر...
يدخل احدهم الكهف يتبعه الاخر.....
- اللعنة النار سينتبهون لوجودها.... استل فولكن سيفه و تبعه بولجن ليبدأ القتال بين الأخوين و الغرباء ظل يازارد يحدق في بلاهة فجأة صرخ شيء ما من عمق الكهف....
كان شيئا عجيبا دابة سوداء لا يعرف احد ماذا تكون ظهرت دون إنذار و اخذت تصرخ بصوت مرعب....
ركع الغرباء امامها في رعب قبل ان تبدأ الدابة في التشكل في مظهر امرأة..... نظرت الي الثلاثة....
- انتم الثلاثة من المدن التي خلف السد أليس كذلك.
كانوا قد أصيبوا بالرعب و الخوف لم ينطق اي منهم كلمة واحدة.
▪يقف يوجين علي تلة مقابلة لابراج مدينة الذهب جيشه يلتف حول المدينة التي حاصرها الجيش من كل اتجاه عدا تلك الجهة التي تملأها مياه النهر العظيم.
- سنجعلهم يموتون جوعا حتي يستسلم اخر شخص فيهم...
كانت الام جلوديا تراقب تلك الحشود الضخمة و لكن الحمام الزاجل اوصل رسالة من الملك يورس ان جيشه قادم.
◽يورس يحث خطي جواده و خلفه الجيش اللذي اعده للقتال ولكن لا يعلم ان يوجين داهية فقد علم بتحركاته و لهذا ارسل جيشا بقيادة آموت ليقطع طريقه.
كانت قوة ضخمة توازي جيشه تلتف حول جيش يورس تحاصر قواته في حلقة مكتملة لقد كانت خطة محكمة ليبدأ القتال و تتعالى صيحات الفرسان و لكن خطة آموت جعلت رجال يورس يتساقطون كالذباب و في خضم المعركة فوجئ الجميع بالابواق تتعالي، خيول قادمة من الشرق تحطم حلقة آموت و تسقط رجاله و تجتاح جيشه كانوا كثرا يحملون رايات رودبار يقودهم الامير الازرق كما عرفوه.... فر آموت و من تبقي معه و أنقذ جيش الجبل الاحمر، نظر الامير الازرق ليورس..
- الملك يورس لقد ارسلني اتحاد رودبار ملوك رودبار جهزو جيشا موحدا لقد تخلينا عن كل خلافاتنا حتي تمر هذه العاصفة.
⚪في اقصي الشمال كان ملك الثلوج السوداء يمتطي ذاك الطائر الحديدي يحلق فوق تلك الاصقاع البعيدة حيث الجوع و الموت ينثر تلك الأشياء علي ارضهم بينما تتساقط ثلوج سوداء فتنمو تلك النباتات العملاقة تتدلي ثمارها في لحظات.
يشاهد الجياع تلك الثمار بدون وعي يتجه الجميع لاكلها كانت لذيذة حقا، انقذت تلك الثمار الآلاف من الجياع.... تتساقط الامطار هنا و هناك بينما تشرق الشمس لاول مرة منذ الف عام علي هذا الشمال الكئيب.... يخرج الآلاف من المخلوقات غير مصدقين بينما تنظر تلك المرأة الي ذاك القادم اليها بطائره الحديدي و الي جانبها الرجال الغرباء و قد قيدوا فولكن و فولجن و يازارد الي جذع شجرة يابس..... يتبع
#قصص_رضوان_عياد_القشعريرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق