ملحمة ليريا (الجزء السابع)

ليريا ( الجزء السابع)

(تونال)
صوت صهيل الخيول و قعقعة السلاح و همهمات الجنود تعلو اسفل سور قصر برودانتي في تونال الشمالية لقد سيطر رجال اللورد علي المدينة الجنوبية باكملها و بمساعدة جيش تانيراي اما مغتالوا يور فقد اغتالوا الحاكم و اللوردات الجدد ، احتزوا رقابهم و لم ينجوا سوي اللورد (سيباستا) اللذي تحصن مع معاونيه و جنده في قصر برودانتي العتيق ولكن كل تونال مع اللورد ترافاغالو حاليا لم يعد لامثاله اي فرصة للنجاة و تتوالي الاخبار الي بقية الممالك خاصة نوميديا .
-ابي ان تونال سقطت بيد اتباع تانيراي الملك حصن عاد من الموت هذا ما يشاع في كل ليريا
-اماياس لا تدع تلك الاوهام التي يلقيها العامة تذهب برباطة جأشك لكن احتياطا علينا ان نزيد من استعدادتنا
يدخل الحكيم لقاعة العرش ترافقه فتاة جميلة تضج بالانوثة تلك الفتاة ذات الشعر الفضي و العيون الملونة و الجسد الممشوق لم تكن سوي اخت الحكيم التي تدعي (فيلاريا) تلك الفتاة كانت عشق اماياس لكنه لم يعلم بان اخاه دارا ايضا يعشقها بجنون ولم يعلم الاثنان بان اباهما الملك ذاته يعشق كل تفاصيل تلك الفتاة نظرت الفتاة الي الملك بدلال و ابتسمت ثم باغتت نظرات الملك الخجولة لتبتسم للفتي الامير الشاب و تبادله نظرات واعدة في ذات الوقت كانت ابتسامة صفراء ترتسم علي وجه اخيها .
الانقلاب
يافاو منتصف الليل هدوء يشوب القصر الملكي وحركة غريبة للجنود في المدينة وكأن امرا جللا قد حصل في هذه المدينة
-ارجوك يا مولاي يجب ان تغادر الوضع قد خرج عن السيطرة
-ماذا تقول تريد مني ان اسلم السلطة لهذا الولد العاق اللذي غدر بأبيه يا جيسراس
الامير يترجي جده هو الاخر
-سيقتلك دون رحمة يا جدي عائلة سبيرتلاف ستحفظك من شره حتي ينتهي الامر بخير
لقد اصاب الجنون ماتوب ولي العهد و انقلب علي مجلس الحكم و ابيه يتبعه في ذلك كل قادة الجيش قتل كل حكماء المجلس و وزراء ابيه المخلصين و طوق القصر و لولا ان حفيد الملك (سام) قد اشفق علي جده و طلب من يارين ان تخفيه بمساعدة والدها لكان امر ماجديس انتهي ولكن بالطبع سبيرتلاف طامع في منصب كبير لم يخفي ذاك السر طويلا بل سلم الملك العجوز علي طبق من ذهب لذلك الولد الطاغية اللذي ارهب كل خصومه بفعلته تلك
-ابي لقد طلبت منك مرارا ان تتنحي و تترك لي ادارة هذه المملكة لابد من ان نتوسع والا سيتم التهامنا بشهية بالغة
-انت احمق ستهلك نفسك و الدولة و ستنهي اكثر من ستين عاما من الرخاء لمملكتنا التي لم تعرف يوما النكسات
غدعك من هذا يا ابي ساريحك من عناء التفكير
اومأ الي السياف اللذي اقتاد الملك العجوز الي المقصلة حيث اجتزت راسه العجوز ذي الشعر الاشيب في سلة الملوك كما اطلق عليها الملك الجديد حيث اقسم ان يضع رؤوس ملوك ليريا جميعا ليكون هو الامبراطور الجديد ، حزن شديد اصاب سام و حقد علي سبيرتلاف امتزج مع حبه ليارين الفتاة الجميلة البريئة مع حقد دفين علي والده اللذي قتل احب الناس اليه جده .
( اهرام يوردا)
اهرام يوردا تغوص تحت الارض و يظهر تنين عملاق يحرق كل غابات اوراس التي لم يحكمها يوما الا نسائها كان حلما فظيعا ارق نوم العجوز ادرازير التي لم تترك يوما لرجل ان ينال منها ، بارداس يتسلل برجاله الي منطقة القلب الاسود لكنه لا يعلم ما ينتظره رجال يرتدون ثيابا حيكت بمهارة بالغة تجعل اجسادهم تلتصق باشجار و اوراق اوراس الخضراء بحيث لا يظهر شيء منها للعين سهام دقيقة مطعمة بالسموم القاتلة تصيب اجساد رجال بارداس و ترديهم صرعي قبل ان يتم اسره حيا اقتيد الي زعيمهم مكبلا بالاغلال و قد علا وجهه العار و الهزيمة يتمني الموت علي هذا الذل
-بارداس قائد اوراس و خادم الام ادرازير المخلص ألست بهذا تعد عبد من عبيد النساء رغم ضعفهن و خضوعهن الا انكم مجرد حثالة .
-وانت ماذا تفعل تخون ارضك و تخطط لقتل شعبك
-بل ابني مجد اوراس تلك العادات البالية و القوانين السخيفة لن تجعلنا ملوكا انا اصنع مجدا لاوراس اما امثالك لم يخلقو ليفكرو مثلي
اراد الاسير الحديث لكن سيف الجلاد اجهز عليه سريعا قبل ان يأمر القلب الاسود هتكار بالاستعداد لهجوم كاسح علي مملكة اوراس علي معبد النساء و اهرام يوردا فموعد الهجوم الكبير يقترب ولابد من انهاء كل شيء بسرعة و باي ثمن كان قبل الموعد المرتقب .
( اجليداس)
ليموريا حشود عظيمة مئات الالاف مدججون بالسلاح هتافاتهم تعلو باسم الملك الشمالي رايات ترفرف بقوة و تهتز الارض تحت اقدامهم ينظر الملك اليهم في شموخ من اعلي منصة الحرب بجانبه ابنه الاصغر جايان و يتراس مقدمة الفرسان ابنه الاوسط القائد اجالاس
اليوم ستجتاحون ليريا ستصنعون مجد ليموريا و ستظهرون قوتنا الحقيقية يا ابناء ليموريا
كان في ذات الوقت حصن يتجهز بجيش ضخم ايضا بعد ان اخضع القبائل لسلطته من جديد فوق سماء تانيراي تحلق صقور الملك حصن الشهيرة تحمل في احشائها قطعة من فضة تانيراي نقش عليها رسالة لحلفاء الملك ينطلق احد الصقور غربا نحو جزيرة لير حيث قلاع لير فوق سلسلة جبال تمتد علي الجزيرة بشكل حلقي ، نظر احد الرجال للسماء شاهد الصقر فعرف انها العلامة هبط الصقر و تناول احدهم خنجره لينتزع القطعة الفضية و يرسلها للكونت دي ترافان "حان الوقت فلتجهز جيشك و ليكون موعدنا سهول سانداراس قرب حدود نوميديا ذاك هو الموعد" .
(معبد النساء)
جند هتكار القلب الاسود يقتربون من اهرام يوردا و قصر النسوة في حذر محيطين باطرافه في ظلمات الليل لكن احدهم احس بخدر شديد ليلاحظ ان سهما صغيرا اصابه و قبل ان يفيق الباقون رأو الشرك اللذي وقعوا فيه حفرة عملاقة انحسرت من تحتهم ليقعوا علي اوتاد ذهبية حادة
-يظن ابني هتكار انه قادر علي هزيمة امه ادرازير
-هل هو ابنك حقا بعد كل ما فعله
-هو كذلك ابني اللذي وجدته بين السباع في الغابة ربيته حتي سن الرحيل و لكنه لم ينسي طردي له فهو يعشق امه كل ما يفعله بحجة كسر الاعراف مجرد حجج واهية هدفه الحصول علي امه
كان بعض رجال القلب الاسود يقاتلون النساء المحاربات هتكار ايضا بسيفه النحاسي يقطع رؤوسهن كن محاربات اعددن خصيصا لغدر الرجال بهن لكن هتكار كان عدوا مختلفا لقد جعلهم يظنون ان تلك القوة الكبيرة التي تعرضت للقتل بسهامهن و بالفخاخ كالحفر و المصائد هم كل رجاله و تسلل من مخبئ سري كان يحفظ كل تفاصيله داخل القصر ذاته و اللذي عاش فيه طفولته لقد ارعب اولئك الحارسات فكرة ان يهزمن
-اقتلوهن جميعا لا اريد اي امراة منهن اسيرة اكبحوا شهواتكم لا نحتاجهن لدينا نساء اخريات اجمل بكثير ان نحن حققنا النصر
كان يصرخ برجاله و يمعن بالقتل ما لبث ان تمكن من نجي من الافخاخ اللحاق بسيدهم و مفاجأة العدو ليتم تطويقهن و قتلهن هتكار يدخل القصر و لا يجد به  سوي الخادمات و الخصيان ثم يعبر الممر السري نحو الاهرام التي اختبئت بها الحاشية و الملكة ادرازير دخل الهرم الاكبر و بحث في كل غرفه السرية حتي وجد غرفة عملاقة اجتمع فيها النسوة حول ملكتهن جلسن وسط دائرة من الشموع و في يد كل منهن راس ثعبان و لطخن وجوههن بالدم ليرتلن ترانيم الشيطان
-احذرووو انهن يستدعين الشيطان (هالاكاب) .
لم يمر وقت طويل حتي ارتج الهرم و ظهر وحش من وسط الدائرة شبحي المظهر اسود اللون له وجه قبيح و انياب انه هالاكاب معبودهن منذ الازل لكن الامر بيد الملكة التي نظرت لابنها هتكار و ظل النسوة ينتظرون امنيتها التي ستكون موت ابنها حسب ما اعتقدن ليتم لهن النصر زأر هالاكاب و قال بصوته المرعب المخيف القادم من الجحيم
لكن امنية بحق عبادتكن لي علي مر السنوات التي مضت
نظرت ادرازير الي الشيطان و نطقت بلغة الجان المنسية كلمات لم يفهمها احد من الحضور سواهما هالاكاب و هتكار اللذي اتقن اللغة من امه التقم الشيطان من بالدائرة وسط صراخهن و ابتلعهن مع الملكة ذاتها و انطلق كالريح يبتلع كل النسوة المحاربات و الافخاخ و الجنود الموالين لها ليختفي بعد هذا كله و لا يظهر بعدها ابدا
-امي لقد فعلتي الصواب لقد فعلت ما سيجعلني ملكا عظيما كم احببتك ايتها الملكة العظيمة
كانت تلك نهاية اسطورة النساء ، وصل احد الجنود حاملا قطعة فضية قرأ هتكار القلب الاسود ما تحمله تلك القطعة في طياتها لقد حان الوقت .
نهاية الجزء السابع يليه الثامن يوم الأحد القادم...
#قصص_رضوان_عياد_القشعريرة