قصة قصيرة بعنوان ... (أطياف الصحراء)
كان وعيه حاضرا ولم يغب بفضل بعض ذرات عقله التي مازالت تعمل ولم تجن أو تتجمد كالأخريات بتأثير ما تعرض
له من رعب وحشي في الساعات الأخيرة ... لاحظ، أن الدائرة تنكمش مع الوقت والأطياف
تصبح أكثر قدرة على الاقتراب من مكمنه.
هو يمتلك عقلية علمية منظمة بسبب طبيعة
دراسته وعمله في مجال هندسة البترول والتعدين،
كما أنه ذو خبرة وحنكة، اكسبتها له مهام الإدارة والتخطيط التي أصبحت جزءا
لا يتجزء من واجبات منصبه ... بهذا العقل الذي شحذته الخبرات والسنون يستطيع أن
يجزم أنه هالك لا محاله بعد دقائق من الآن ليلحق بصاحبيه اللذان مزقتهما الأطياف
قبله!
بدأت تلك القصة قبل أثنتي عشرة ساعة
فقط، عندما كان على متن تلك المروحية، وبصحبته المهندس (وحيد) المسئول الأول عن
أحد مواقع التنقيب في الصحراء الشرقية، ويقودها كابتن (علاء) ذلك الطيار المحنك، الأريب
... الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهرا، وهذا جعله يتمنى أن يصل إلى الموقع سريعا كي يعالج
تلك المشكلة التي استدعت ذهابه إلى هناك بنفسه، فيتمكن من العودة في نفس اليوم ولا
يضطر للمبيت.
-
هل اقتربنا يا كابتن؟
-
أجل يا باشمهندس (جمال) ... خمس عشرة دقيقة أخرى ونصل إن
شاء الله.
أرخى المهندس (جمال) رأسه على المقعد،
أغمض عينيه وحاول إراحة جسده، وهو يعلم أنه لن يغيب في النوم، فاعتياده مثل تلك
الرحلات لم ينجح يوما في جعله يتخلص من ذلك القلق والتوتر الفطريين الذين يشعر بهما
في كل مرة وهو داخل تلك اليعسوبة المعدنية المتأرجحة.
لم يدرك متى؟ ولا كيف حدث ذلك؟ ولكنه
انتبه على صوت صرخات الكابتن (علاء)، وعويل المهندس (وحيد):
-
المروحية تسقط ... النجدة ... آعععع.
كانت المروحية قد أصيبت بالجنون وأخذ
ذيلها يتحرك من ناحية لأخرى كالبندول، يبدو أن دفتها قد أصابها عطل ما فأخذت تدور
حول نفسها في مسار حلزوني يقترب بسرعة من الأرض الصحراوية، قبل أن تصطدم بها بعنف
وتتحطم إلى نصفين تدحرج كل منهما في اتجاه منفصل، قبل أن يبدأ النصف الذي يحتوي
على خزان الوقود في الاشتعال.
كان ثلاثتهم ملقا على الأرض وقد غطتهم
الرمال حتى رؤوسهم، وذلك بعد فاصل من الدحرجة والزحف والشقلبة على الكثبان الرملية
التي سقطوا عليها بعد أن دفعهما الكابتن (علاء) وقفز بعدهما من المروحية قبل ثوان
من ارتطامها بالأرض، كان تصرفا بارعا منه، خاصة بعد أن أصيب كلا المهندسين بالتجمد
من هول الموقف، يبدو أن هذا الطيار المحنك يمتلك خبرة في مثل هذا النوع من الحوادث،
وهذه ليست المرة الأولى له بالتأكيد.
-
ماذا نفعل الآن؟
قالها المهندس (جمال)، فأجابه المهندس
(وحيد) بعصبية وهو يمسك بساعده الذي أصيب بإلتواء من أثر السقوط:
-
سنبقى هنا بجوار الحطام، بالتأكيد فريق الإنقاذ في طريقه
الآن.
قالها ونظر إلى الكابتن (علاء) الذي
تنحنح وهو يقول:
-
لا اعتقد أن أحدا سيبدأ في البحث عنا قبل ساعات، هل مع
أحدكما هاتف محمول؟
أشار المهندس (وحيد) بكفيه مشرعا
إياهما دلالة على أنه لا يحمل أي شئ في تلك اللحظة، فأخرج المهندس (جمال) حقيبته
الصغيرة التي يربطها حول وسطه ولا يخلعها أبدا، وأخرج منها هاتفه المحمول، نظر إلى
شاشته وقال بضيق:
-
لا يوجد إشارة.
أشار الكابتن (علاء) إلى الحقبية وهو
يقول:
-
وماذا معك أيضا؟
-
لا شئ بعض الأوراق و ...
*** بوووووووووووم
***
كان هذا هو صوت انفجار خزان الوقود،
فسقطوا جميعا على الأرض بفعل الإنفجار وغطى كل منهم رأسه وجسده بيديه بعد أن
تناثرت الأشلاء المتحطمة والمشتعلة من حولهم.
أعاد المهندس (جمال) سؤاله، وفي تلك
المرة وجهه إلى الكابتن (علاء) تحديدا:
-
وماذا الآن؟
-
سيكون علينا أن نتحرك، نحن لسنا بعيدين عن الموقع، إذا
سرنا بسرعة معتدلة قد نصل هناك بعد ثلاث ساعات فقط.
ثم ولى ناظريه تجاه الشمس وتحول ناحية
الأفق، ثم أشار بسبابته وهو يقول:
-
الموقع في هذا الاتجاه.
صرخ المهندس (وحيد):
-
لا سنبقى بجوار الحطام، بالتأكيد تلك المروحية الملعونة
كان بها أجهزة تحديد مواقع وأجهزة اتصال بالأقمار الصناعية ستساعد فريق الإنقاذ في
تحديد موقعنا، وسيصلون إلينا سريعا.
ارتسمت على وجهه الكابتن (علاء) ملامح
متهكمة للحظة، نجح في إخفائها، وهو يقول بلهجة العالم ببواطن الأمور:
-
بالتأكيد ولكن ذلك لن يكون قبل الغد، وسيكون علينا أن
نقضي الليلة هنا في ذلك القفر ... وأنا لا أنصح بذلك، فنحن لا نعرف ما قد يجود به علينا
ليل الصحراء من مخاطر، أقلها حيوانات لا تعرف التهذيب وتعتبر البشر وجبة تستحق
الاحتفال.
كانت الساعة الخامسة عندما أدركوا أنهم
قد ضلوا الطريق تماما، وبدا ذلك واضحا على ملامح الكابتن (علاء) المتجهمة وكلماته
المتلعثمة وهو يقودهم في دوائر ومسارات متقاطعة، قبل أن يقول وقد اصطبغ صوته بالخجل
والعجز:
-
اعتقد أننا ضللنا الطريق، كان الموقع في اتجاه الشرق،
لكن الشمس ...
صرخ المهندس (وحيد) وهو يقبض على
خناقته ويوشك على الفتك به:
-
ولكن الشمس ماذا أيها المأفون؟ .. لقد أضعتنا في صحراء
مترامية ... ليتنا بقينا حيث كنا.
تدخل المهندس (جمال) بخبرته وطبيعته
القيادية، وفصل بينهما وهو يقول بلهجة حاسمة:
-
ليس هذا وقت العراك ... علينا أن نستعد لليل، من الأفضل
أن نشعل نارا.
حل الليل سريعا، وأمسى ثلاثتهم يجلسون
إلى جوار النار التي تمكنوا من إشعالها بقداحة كانت في حقيبة المهندس (جمال) وفي
بعض الأخشاب والنباتات الشوكية التي تمكنوا من جمعها على عجل قبل أن يحل الظلام،
وبدا أن تلك النار لن تصمد طويلا وماجمعوه لها لن يمدها إلا لساعة أو ساعتين.
كانت الساعة العاشرة مساء عندما ظهر
الطيف الأول، كانت النار تكاد تلفظ
أنفاسها الأخيرة، وكانت أحاديثهم قد بدأت
تكتسب صبغة هادئة حول شتى مجالات الحياة وذلك بعد أن أفرغ المهندس (وحيد) شحنات
العصبية والغضب في وجه الكابتن (علاء) في الساعات الأولى من المساء، قبل أن يجد
نفسه مضطرا لقبول الوضع والتعايش معه، وخصوصا أن الكابتن (علاء) أقنعه أنهم لم
يبتعدوا كثير عن موقع الحطام وإن أي مروحية ستأتي للبحث عنهم ستعثر عليهم بسهولة
في ضوء النهار ... ساعتها ظهر الطيف الأول ... ظهر كشبح أسود بلون الظلام، يقف متجمدا
على بعد عشرين مترا من مجلسهم.
كان أول من انتبه لهذا الطيف هو
المهندس (جمال):
-
اللعنة ... ما هذا؟
حدق ثلاثتهم في ذلك الشئ للحظات، قبل
أن يقول الكابتن (علاء) بحنكته المعهودة:
-
إنه إنسان، لقد نجونا.
قبل أن يتوجه إلى الطيف مرحبا ... لا
يعرف المهندس (جمال) لماذ شعر بالقلق، هل بسبب تلك الطريقة التي يقف بها هذا الطيف
كأنه تمثال صبغ بالسواد، أم بسبب ملامحه التي اختفت تماما في الظلام رغم تقديره أن
ضوء القمر والنار كانا كافيين لإظهار بعضا منها، فقال محذرا:
-
انتظرا!
استجاب المهندس (وحيد) بطبيعته الحذرة،
أما الكابتن (علاء) بحنكته فتجاهل ذلك التحذير أيضا واقترب أكثر من الطيف حتى صار
على بعد خطوات منه، عندها بدأ الجنون ... قفز الطيف على الكابتن (علاء)، للدقة أكثر هو لم يقفز أو يهجم عليه بطريقة
تشبه الطريقة التي يتحرك بها البشر أو أيا من المخلوقات الحية المعروفة، ولكنها
حركة لا يكاد البصر يدركها، كأنك تحرك شريط فيديو بسرعة مضاعفة عشر مرات، فقد
اختفت معالم جسد الطيف في لحظة قبل أن تظهر في اللحظة التالية فوق جسد الكابتن
(علاء) وهو يمزقه ... عندها ظهرت عشرات من الأطياف وكأنها نمت من العدم وتكالبت
على جسد المسكين وهي تمزقه وتلتهمه بسرعة هائلة كمشهد أشبه بهجوم قطيع من أسماك
(البيرانا) في نهر الأمازون على فريسة أوقعها حظها العاثر بين براثنهم.
كانت الأطياف والتي بدت كأنها جزءا من
الليل والظلام تتكالب على جسد الكابتن (علاء) أو مابقى منه، وما بقى منه الكثير
... كان بينها الكبير والصغير، وبينها ما يبدو كالرجل وما تبدو كالمرأة، كلها
تتحرك بسرعة جنونية تنهش اللحم والعظم عن جسد فريستها حتى أتت عليها في ثوان ... ثم
انطلقت تتشاكس فيما بينها وتتدافع كأنها قطيع من المفترسات انتشى بعد أن نال من
فريسته.
لم تتحمل أعصاب المهندس (وحيد) الهشة أساسا ذلك
المشهد المريع، فأصابته لوثة، انطلق على أثرها يعدو كالمجنون دون هدى، لم يوقفه
المهندس (جمال) فهو أيضا كان في حالة من الذهول والرعب الشديدين، فتجمد في مكانه
عاجزا عن أي فعل، فقط ينظر بعينين جاحظتين إلى ثياب كابتن (علاء) الملقاة على
الأرض دون ذرة واحدة من اللحم أو العظم تتعلق بها.
انتظرت الأطياف حتى ابتعد المهندس
(وحيد) عشرين مترا ثم طاردته ولحقت به في نصف ثانية بسرعتها الهائلة ... أسقطته أرضا
وتداعت عليه ونهشت جسده كصاحبه الأول في ثوان معدودة، حتى أنه لم يجد الفرصة ليصرخ
متألما ... جال بخاطر المهندس (جمال) أن دوره قد أتى، فكيف لإنسان بقدرات طبيعية
أن ينجو من مثل تلك الأطياف الشريرة، الخارقة، النهمة، المتعطشة للحم البشري،
فأغمض عينيه وانتظر مصيره المحتوم ... الغريب أن هذا المصير لم يأت سريعا كما توقع،
وهذا دفعه كي يفتح عينيه ليرى المئات من تلك الأطياف تتحلق حوله في دائرة نصف
قطرها خمسة أمتار، تتحرك، تتناوش، ولكنها لا تقترب.
حاول المهندس (جمال) أن يهدأ ويفكر
بمنطقيه كعادته ... يبدو أن تلك الأطياف ليست متعجلة في افتراسه، وهناك إحتمالين وراء
ذلك، إما أنها شبعت فزهدت الليلة في المزيد من الفرائس، أو أن هناك ما يمنعها من
افتراسه هو شخصيا، ولكن ما الذي يمنعها؟) ... تحرك المهندس (جمال) للأمام خطوة
فابتعدت الأطياف خطوة وعادت للتحلق مرة أخرى من حوله ... شجعه ذلك على أن يتحرك خطوات
أكثر فكانت الأطياف تلاحقه وتحاصره تاركة نفس المسافة بينها وبينه، انطلق يعدو
فأتبعته الأطياف بسرعتها دون أي مشكلة إلى نفس النسق الأول، دائرة قطرها خمسة
أمتار مركزها هو!
أخذ يلعن تلك الأطياف ويسبها بأبشع
الألفاظ، ثم يتبع ذلك بقراءة القرآن، ثم يلتقط حجرا من الأرض يلقيه عليها، ثم يعود
إلى السباب، ويحسد صاحبيه على حظهما الذي كان مترفقا بهما وأنهى معاناتهما سريعا
... في الساعتين التاليتين فقد المهندس (جمال) الكثير من ثباته النفسي واتزانه وهو
يصرخ ويلعن ويبكي، ثم يتبع ذلك بفاصل من الضحكات الهستيرية ... ولكن كل ذلك لم
يمنعه من ملاحظه أن الدائرة تضيق وأن الخمسة أمتار قد صاروا أربعة، ثم ثلاثة، ثم
أثنين.
كانت معجزة آلهية هي التي أعادت إليه
منطقة وتركيزه في لحظة عندما برقت تلك الفكرة في ذهنه، وهي أن تلك الأطياف ليست
زاهدة في افتراسه كما ظن، بل هي تحاصره وتقترب منه وتنشد لحمه وعظامه، ولكن هناك
شئ ما فيه أو معه يمنعها من الوصول إليه، وهذا الشئ تأثيره يتضائل مع الوقت ولذلك
تضييق الدائرة أيضا مع الوقت ... لو استطاع أن يعرف هذا الشئ ويعظم تأثيره فقد
يستطيع حماية نفسه حتى الفجر، وقد يكون في ذلك نجاته فهو يشعر أن تلك الأطياف
الشيطانية التي قدت من الظلام ستختفي مع ضياء الصباح ... عندما وصل إلى تلك الفكرة
عاوده الأمل فأخرج كل حاجياته وأفرغ حقيبته على الأرض وأخذ يحصيها (حافظة بها بعض
البطاقات، ساعة يد، قداحة، بعض الأوراق، قلم، خاتم الزواج ،هاتف محمول!!!، بطارية
هاتف احتياطية).
نشط عقله بقوة مع بارقة الأمل التي
انبعثت من قلب اليأس، فبدأ يرصف حاجياته على الأرض في شكل دائرة ثم يتابع أثر ذلك
على الأطياف، ثم يعيد ترتيبها متبعا متوالية ونسقا هندسيا، بالفعل كانت الأطياف تقترب
وتبتعد بالتبعية وهذا أكد صحة استنتاجه، بل إنه أدرك أن الشئ الذي يؤثر في الأطياف
ويمنعها عنه هو هاتفه المحمول، قد يكون ذلك بسبب الموجات الكهرومعناطيسية التي
تنبعث منه ... التقط الهاتف وبدأ يتحرك به مبتعدا عن باقي الأشياء، كانت مخاطرة
واجبه ولكنها أثبتت أنه على حق عندما تبعته الأطياف دون أن تقترب وتتجاوز مسافة
المترين.
نظر نحو شاشة المحمول فراعه أن شحن
البطارية قد أوشك على الانتهاء (لهذا تنكمش حلقة الأطياف حوله مع الوقت، بالتأكيد
لأن شحن بطارية المحمول يضعف أيضا مع الوقت) ... حدثته نفسه، دقائق وتفرغ البطارية
ويغلق المحمول من تلقاء نفسه عندها لن يجد ما يبعد به تلك المخلوقات وسينال مصير
صاحبيه، شعر بالذعر واليأس يسيطران على كيانه، لن يسعفه الوقت حتى الفجر، ماذا
عليه أن يفعل الآن؟ هل يستسلم؟ ... تنبه
إلى أنه كعادته يمتلك بطارية احتياطية مشحونة حتى آخرها وذلك لظروف عمله واحتياجه دائما
للهاتف في أوقات وأماكن قد لا يكون بها منافذ كهربية للشحن ... ولكنه فكر إنه إذا
أغلق المحمول لتبديل البطارية فلن تمهله تلك الأطياف النهمة ثانية لفعل ذلك وستلتهمه
عن آخره حتى قبل أن يشعر بذلك.
يبدو أن الخطر قد ضاعف حيلته وقدرات
عقله، ففكر أنه يستطيع استخدام قطعا من الساعة في محاولة لصنع دائرة كهربية
خارجية، يضيف إليها البطارية الاحتياطية على التوازي دون أن يزيل البطارية الأولى
وبالتالي يظل الهاتف يعمل ولا يغلق للحظة واحدة ... هو ليس متأكدا من نجاح الفكرة
ولكن عليه أن يجربها فهي الأمل الوحيد المتبقي الآن، وعليه أن يفعل ذلك بسرعة قبل
أن تضيع الفرصة.
كانت عملية دقيقة للغاية، أخذت يداه
ترتعشان والعرق يتصبب منه رغم برودة الجو، كانت الأطياف تراقبه وقد ضاقت الحلقة
أكثر وأكثر، متر واحد يفصلها عنه، يكاد يشعر بإيديهم تمتد إليه وبالشر والجشع
ينبعث من باطنهم نحوه ... فتح الغطاء الخلفي للمحمول، ثم ثبت قطعا معدنية من
الساعة على دائرة التوصيل ثم بدأ يوصل البطارية الاحتياطية عندما أفلت الهاتف من
بين يديه المتعرقتين وسقط على الأرض وارتطم بها بقوة!
.
.
.
*** تقرير فريق الإنقاذ ... تحرك فريق
الإنقاذ اليوم في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت القاهرة، وقد عثر على حطام
المروحية في المنطقة الثامنة وكانت قد احترقت تماما ولم يعثر بقربها على أي آثار لقائدها
أو لراكبيها ... وبتوسعة نطاق البحث وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات غربا عثرنا على
ثياب ومتعلقات الكابتن طيار (علاء عبد الحميد) ولا يوجد عليها أي آثار للدماء، وعلى
مسافة قريبة عثرنا أيضا على ثياب ومتعلقات المهندس (وحيد فتحي) وأيضا بنفس الحالة
... و بتوسعة نطاق البحث أكثر وعلى مسافة عشرة كيلومترات تجاه الشمال الشرقي وفي
الساعة الواحدة ظهرا عثرنا على المهندس (جمال فهيم) يمشي بغير هدى وفي حالة عصبية
وصحية سيئة بتأثير حرارة الشمس والعطش، وبسؤاله عن زميليه أنهار وهو يتحدث عن
أطياف ومخلوقات افترستهما قبل أن يغيب عن الوعي، وتم نقله إلى المستشفى مباشرة ***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق