الاثنين، 13 نوفمبر 2017

لارين (الجزء الثاني)





لارين (الجزء الثاني)

ملخص ما سبق ...
أنتقل "منير" وعائلته مؤخراً لهذا القصر الذي اشتراه من مالكه السابق، وقد ساءت حالة أبنة زوجته "تسنيم" كثير منذ ان انتقلوا وصارت تميل للانطوائية والعزلة وأصبحت تقضى وقت طويل لوحدها في حديقة القصر تلهوا لوحدها أو مع صديقتها الخيالية كما تدعى التي تسميها "لارين".
اختفت "تسنيم" فجأة من كل غرف القصر وخرج الجميع للبحث عنها في الخارج حتى وجدها "منير" في الحديقة وعندما ركض نحوها نظرت له فهيئ له للوهلة الأولى أن عيناها بالون الأحمر تلمعان.




سقط منير أرضاً من هول المفاجئة وخاطبها من أنتِ ماذا فعلتي بـ "تسنيم" أجابته بكلمه واحده "لارين".
نظر منير لعينيها مره أخرى فوجدها مفتوحة تماماً لكنها مقلوبه لأعلى فتظهر باللون الأبيض بدون بؤبؤ للعين، أنها لا تزال نائمه !!!
- "تسنيم .... تسنيم"، هل أنت بخير يا عزيزتي؟
- ماذا؟، كيف وصلت لهذا المكان؟، أين أنا؟
- لا تقلقي يا حبيبتي أنت بأمان.
ثم حملها الى غرفتها ووضعها في السرير لتنعم تلك المسكينة ببعض الراحة، كان ليلة صعبة جدا على والدتها "مها" حتى أنها لم تنم ليلتها من القلق وظلت تراقبها هي و "منير" طوال الوقت.
ظلت مها تبكي على بنتها وما وصل اليه الوضع فقد صارت تعاني من السير أثناء النوم ووجب أستشارة الطبيب، لكن منير طمئنها وأخبرها أنه ظرف عارض وأنه سيعرضها على أفضل طبيب مختص إذا تكرر الأمر.
في اليوم التالي استيقظت "تسنيم" من نومها وهي لا تذكر أي شيء عما حدث لها في الليلة الماضية.
أخذها منير لشراء بعض الأدوات اللازمة لبناء البيت الشجري الذي كان يرغب في أن يصنعه لها فوق شجرة البلوط ثم عادوا الى المنزل، وقضوا النهار في بناء المنزل الشجري حتى أتموا بنائها.
فرحت "تسنيم" كثيراً بالمنزل الجميل الذي بنياه ونسيت "لارين" تماما في هذا اليوم  و قضوا وقت رائع ، ثم عادوا ليقصوا ما فعلوه لـ “مها" التي بدأت تشعر بالراحه و السعاده منذ فترة.
صمم "منير" أن تنام "تسنيم" معهم في هذا اليوم وأخبر الخدم أن يحكموا أغلاق نوافذ المنزل والأبواب حتى أذا مشت "تسنيم" وهي نائمه لا تخرج من المنزل وتؤذي نفسها.

طرررررراخ....

أستيقظ الزوجين من نومهم على صوت تحطم لزجاج نافذه فركضوا نحو الطابق السفلى ليجدوا "تسنيم" تسير وهي نائمه وتمسك مطفأة السجائر وتهشم بها زجاج إحدى نوافذ الدور الأرضي وتصرخ وتقول بصوت مخيف مرعب قادم من الاعماق " لابد ... أن أخرج".
صرخت مها عندما رأت الدماء تسيل من يدها وجرت نحوها لتصاب الطفلة بالذهول عندما أستيقظت من تلك الحالة وهي لا تدرك شيء عما حصل.

بعد تلك الواقعة احتجزت "تسنيم" في مصحة نفسية متخصصة في حالات السير أثناء النوم لمدة شهر.
قد دلهم عليها أحد أصدقاء "منير" لكنهم لم يلاحظوا أي شيء غريب عليها فقد أصبحت تنام بشكل طبيعي ولم تعد تعاني من مشاكل السير اثناء النوم، عندها طلبوا منهم أن يحولها الى طبيب نفسي للأطفال، ليتحدث معها ويتمكن من التعرف على حالتها، لم يجد الطبيب بها أي علة أو مرض نفسي ووجدها طفلة ذكيه للغاية ذات خيال واسع.
قدم الطبيب لهم بعض النصائح والإرشادات للتعامل معها وطلب منهم أن لا يتركوها تقضي الكثير من الوقت مع نفسها.
وجاء يوم عودة "تسنيم" للمنزل تحدثت "مها" مع "منير" وقالت:
- لابد أن نترك هذا المنزل المشئوم، منذ انتقلنا له وتلك المسكينة تفتقد الصحبة والأصدقاء.
- عزيزتي، ليس للمنزل دخل في ذلك الأمر، لكنى لا أمانع بأن نعود الى منزلكم مادام في هذا صالح لأبنتك، لكن أمهليني فقط بعض الوقت لأني مشغول قليلاً في تلك الأيام أعدك أننا سنعود لمنزلكم الصيف القادم.
- أنه وقت بعيد للغاية، لكني لن أسمح للأمر أن يتطور أكثر، سأضع بعض القواعد الجديدة.

قررت "مها" ألا تسمح لتسنيم بالمكوث لوحدها وصارت تلازمها طوال الوقت هي و "منير"، حتى أنها منعتها عن اللعب بمفردها وسمحت لها أت تظل في بيت الشجرة لنصف ساعة فقط في اليوم.
لكن للأسف لم تفلح القواعد الجديدة في تحسين الوضع بل ذادته سوءاً...
ظلت تسنيم تتحدث عن صديقتها "لارين" طوال الوقت وأنها تراقبهم من بعيد وهي الأن غاضبه منها لأنها لا تحدثها.
صارت تعاني من الكوابيس المرعبة والأرق الشديد الى جانب السير أثناء النوم، بدأ الوضع يخرج عن السيطرة.


أما "منير" فقد صار وحيداً معظم الوقت وقد ابتعدت عنه "مها" وانشغلت ب “تسنيم" لكنه كان يعذرها، أصبح يتشاءم من القصر الذي كان سعيدا للغايه عندما اشتراه من مالكه بنصف الثمن الحقيقي الذي يستحقه حتى أنه أتصل بالسمسار ليجد له مشترى.
في أحد الليالي البارة ... كان يجلس وحيد في غرفة مكتبه أمام المدفئة يراجع احدى القضايا، أنتبه لصوت نقرات على زجاج أحدي نوافذ الغرفة، لمح شخص ما يقف خلف النافذة... كان المكان مظلم للغايه بالخارج و  الطقس بارداً فتكثف بخار الماء على زجاج نوافذ الحجرة وصارت معتمه للرؤية.
أسرع بالخروج من باب القصر وبحث في الحديقة لكنه لم يجد أحداً، فعاد للنافذة أنتبه لوجود كتابه عليها تبينها
 "ساعدني...لابد...أن أخرج"
 نظر خلفة فوجد نقطتان لامعتان  في الحديقة يبدوان كعينان تحملقان نحوه و بداتا في الاقتراب منه ، شعر بذلك الشعور الغريزي الذي يحسك على الهرب عند اقتراب الخطر و فقرر ا ان يدخل بسرعه.
أسرع بالدخول للقصر وهو يسأل نفسه "من كتب هذا الكلام، لابد أن هناك شخصا ما يتلاعب بنا".
 سمع "منير" جلبه على سلم المنزل نظر فوجدها "تسنيم" تسير وهي نائمة وتقلب عينيها كما هي العادة.
توجه نحوها ليوقظها، لكن خطرت في باله فكره لم تراوده من قبل، قرر "منير" أن يتبعها ودون أن يوقظها وهي تسير ليرى ماذا ستفعل... (نهاية الجزء الثاني - يليه الثالث) ..

#قصص_منصف_عرابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق