قصة رعب بعنوان يعيشون بيننا (الجزء الأول)
الحلم
يتكرر معي هذا الحلم كثير... أستيقظ من النوم لأجد نفسي على أرضية هذا المكان المظلم الحار والذي يشبه الكهف أو المغارة.... أحاول الخروج لكنى كلما حاولت يبتعد عنى المخرج حتى يختفي تماما وأبقى وحيداً في هذا الظلام الحالك...
يجتاح هذا الصداع الرهيب رأسي ثم أسمع ذلك الصوت المخيف الذي ينادي على ويقول لي "تعال... أنا أنتظرك في أخر الممر"، وعند تلك اللحظة أفقد السيطرة على جسدي وأجد نفسي أتحرك نحو المجهول.
دائما أعجز عن تذكر ما حدث في هذا الجزء من الحلم لكني أجد نفسي بعدها مخدر ومقيد من جميع أطرافي الى هذا السرير أو أفضل أن أطلق عليه لفظ المذبح أن صح التعبير في هذا المكان ذو الحوائط اللامعة المعدنية رمادية اللون وهناك ذلك الرسم الغريب الموجود على الحائط، أشعر بألم رهيب يجتاح يدي فأجد هذا الجهاز ذو الطرف المدبب الذي يشبه الحقنة مغروزاً في يدي.
النجدة ... النجدة ... النجدة
أحاول الصراخ طالباً النجدة لكن بالكاد يخرج صوتي من حلقي.
فجأة أنتبه لوجود أشخاص معي في تلك الغرفة أسمع أصوات تحركهم في الغرفة. وأرتفع صوت الصفير المستمر في أذني، يشبه صوت الصفير الذي تسمعه للموجات الصوتية عالية التردد، هناك الم أشعر به .
حاولت الالتفات براسي ونجحت لكنى عن عجزت عن رؤية أي تفاصيل بالكاد لمحتهم يتحركون الى خارج نطاقي البصري.
لأنظر بعدها الى أسفل فأجد ما أصابني بالقشعريرة صدري مشقوقا وقلبي خارج جسدي ينبض .... وفجاه تظهر تلك اليد المخلبية ذات الثلاثة أصابع وتغرز مخالبها في عيناي فتفقئهما.
أستيقظ في هذا الجزء من الحلم لأجد نقسي في حجرتي أتصبب عرقا، أقوم بخلع قميصي لأطمئن أن على أن صدري غير مشقوق وقلبي لا يتدلى منه وأنظر في المرأة لأجد عيناي في مكانهما.
لكن في هذا اليوم بعد نظري للمرأة كان هناك شيء جديد شيء مخيفا للغاية ... نظرت له عبر المرأة ولمحته يتحرك مبتعداً عن طرف بصري.... ثم عاد لينظر لي وجهاً لوجه بعد أن تيقن أني رأيه.
جريمة
أنتهى من تناول طعامه ثم أنتظر صديقة ليعود من جولته المعتادة في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل لتفقد سيارات السكان في المرأب قبل أن يغلق باب المرأب، اشتدت الرياح تارة يبدوا أنها ستمطر الليلة.
نظر للساعة، فوجدها تشير للثانية والربع فبدأ يلاحظ تأخر زميله في العمل في جولته في المرأب على غير العادة فقام بالاتصال به على هاتفه لكنه لم يجبه، تملكه القلق لبرهة، ثم سمع صوته ينادي عليه "تعال... الى هنا، هنالك شيء ما في المرأب".
وصل له بسرعه فوجد زميله مستلقى على الأرض، في حالة من الذهول.
- ماذا هناك؟
- لا أدرى ... كنت أتفقد سيارة الساكن الذي يعيش في الطابق السادس، ولمحت شيء ما يخرج منها.
- شيء، أتعني دخان حريق.
- لا، بل شخص يرتدي ملابس غريبة، لست متأكداً مما رأيت.
هل خرج من باب المرأب؟
- لا أعلم بمجرد أن نظرت له قام بأطلاق ضوء قوى جداً، أفقدني القدرة على الأبصار حتى أتيت، لكني أستمتع الى صوت باب المصعد يفتح، لابد أنه أستخدم المصعد.
- لقد توقف المصعد في الدور الثالث، سأذهب لأتفقد السكان بينما قم أنت بتفريغ محتوى كاميرات المراقبة وأبلغ الشرطة.
ما أن دخل المصعد، حد وجد تلك المادة المخاطية اللزجة ذات الرائحة الكريهة على لوحة المفاتيح، أخذ يسأل نفسه عن ماهية تلك المادة. عند وصوله للطابق الثالث تفحص المكان بحذر فعثر على قطعه أخرى من تلك المادة على مقبض باب الشقة رقم 302، شقة ذلك المهندس الأعزب الذي يعمل في مجال العقارات.
نظر لساعته فوجدها الرابعة صباحاً، لا يذكر كيف مر الوقت بهذه السرعة، تملكه القلق على صاحب الشقة فقرر أن يطمئن عليه، رغم تأخر الوقت.
أزداد قلقه عندما لم يجيبه أحد أستمر في رن جرس الباب حتى سمع صوت أحد ما يتحرك بالداخل، فأخذ ينادي على صاحب المنزل لكنه لم يجيبه.
وجد هاتفه زميله يتصل به، فأخبره بأن الشرطة في الطريق وأنه قد وجد جثة المهندس الذي يعيش في الوحدة رقم 302 أمام مدخل العمارة.
وصل فريق المحققين وقاموا بتفحص موقع الجريمة وجمع الأدلة وتفريغ محتويات آلات التصوير وتحدثوا مع الشهود.
خبير الرموز
أخذ يتصفح التقرير الأولي للمحققين.
"...حدثت الوفاة في تمام الساعة الثالثة صباحاً، نتيجة انتزاع القلب بعد أحداث جرح قطعي في منطقة الصدر، داخل شقة المجني عليه، ثم قام أحدهم بألقاء المجني عليه من شرفة منزله... بتفريغ محتويات آلات المراقبة في المبني الذي يقطن به المجني عليه، لم نستطيع تميز هيئة الجاني لحدوث تشويش في آلات المراقبة كلما مر الجاني بالقرب منها... وجدنا حارسا العقار في أشرطة المراقبة قد تعرضا لحالة تشبه التنويم المغناطيسي من الساعة الثانية والنصف حتى الساعة الثالثة والنصف صباحاً، أي خلال وقت المراقبة. ظلا متسمرين في مكانيهما طوال ذلك الوقت بدون أي حرك.... ترك الجاني أثار من مادة مخاطية بتحليلها في المختبر لم نتمكن من التعرف على ماهيتها"
أرتشف نفساً من سيجارة الغالي الذي جلبه معه في أخر رحلاته البحثية في أمريكا اللاتينية ثم نظر للمحقق الذي يجلس أمامه والحيرة تظهر على وجهه:
- وما دخلى انا بكل تلك الأمور، تبدوا لي كجريمة قتل عادية، قام بها أحد السحرة بعد أن قام بتنويم الحارسين مغناطيسين.
- في الواقع أن تلك الجريمة ليست الأولى لنفس الجاني.... بل هي الخامسة عشر التي ترتكب بنفس الطريقة في خمسة قارات خلال هذا الشهر.
بدت عليه ملامح الدهشة ثم سأله:
- ربما هي إحدى الاعمال الإرهابية التي ترتكبها الجماعات المتطرف؟
- أكاد أجزم، أن مرتكب تلك الأفعال ربما يكون نفس الشخص، الغريب في الأمر هو سلاح الجريمة، لم أشاهد سلاح بهذه الحدة، من يقوم بهذه الجرائم يستطيع الدخول لأي مكان دون ان يلفت الانتباه او يترك اي اثر يدل على هويته ، ثم يخدرهم ضحاياه وهم نيام بدون ظهور اي اثار لمخدر على الجثث ثم ينتزع قلوبهم بيسرعة وبمنتهى البراعة دون أحداث نزيف للدماء، بتقنية غير معروفة لأطباء هذا العصر.
الغريب في الأمر هو ما حدث مع ذلك المهندس، أخر ضحاياه، لقد كان مستيقظاً وقت وقوع الجريمة. وربما أنه قد شاهد الجاني قبل وفاته.
- لا يمكن أن أصف تلك النظرة المرعبة التي ارتسمت على وجهه قبل الوفاة، لقد أزعج القاتل حتى أنه قد ألقاه من شرفة منزله بعد أن قتله.
- ما المميز أذا في هذا المهندس؟
- للاسف لم يترك القاتل اي دليل يقودنا له ، الا دليل واحد وقد قرأت في مذكرات المهندس شيء غريب عن كابوس أو حلم يتكرر معه ويراوده منذ فترة، قد قام برسم هذا الرمز في مذكراته، هل تعرف ما هذا؟
مسح خبير الرموز نظارته ثم تفحص الرسم الموجود في المذكرات، اخرج الدخان من فمه ثم قال:
- لقد رأيت هذا الرمز من قبل.
- أين؟
- في كهوف تاسيلي
(أنتهى الجزء الأول... يليه الجزء الثاني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق