الاثنين، 18 ديسمبر 2017

يعيشون بيننا (الجزء الرابع و الأخير)


قصة رعب بعنوان يعيشون بيننا (الجزء الرابع و الأخير)

ملخص ماسبق ...

حقائق مثيرة يكتشفها المحققين عن سلسلة من الجرائم التي تحدث في أنحاء متفرقة من العالم , يشكون فى أن من قام به ليس بشرياً , وجدوا رمزا غريبا يراه هذا الفتى ف أحلامه يعتقدون أنه لمخلوقات مسماه بالرماديين.
يقولون عنهم أنهم مخلوقات جائت من الفضاء الخارجي وهم يعيشون بيننا متخفيين في كوكب الأرضو والحكومات تعلم بأمرهم لكنهم يخفون هذا الأمر عن العامة و يستعملون أنفاق خاصه بهم للأنتقال من جوف الأرض الذي يتخذون منه مخبأ لهم.
هنالك معاهدات بينهم و بين الحكومات مثل معاهدة جرايدا و غيرها من الاتفاقيات.
لكن ما السبب الذي دفعهم لقتل هؤلاء الأشخاص؟

عودة للماضي

مع اقتراب وقت المغرب في الشتاء، صار الجو كئيباً وقابضاً عند هذا المنزل الريفي البسيط القابع لوحده في وسط الحقول الممتدة، جدرانه من الطين لا توجد حوله أعمدة إنارة بل لم تكن هناك اي كهرباء.
انفتح بابه الخشبي ليخرج منه ذلك الشاب ذو الشارب الكثيف، يرتدي بدلة وطربوش وهما دلاله على انه من المتعلمين في هذا العصر.
وفي يده تلك الاداة ذات الشراشيب البيضاء المربوطة في عصاه ويستخدمونها في ابعاد الذباب ويطلقون عليها المنشة، وقد كانت ابتكار في عصرهم لا يحمله الا النخبة.
استدار ثم رفع كلتا يديه وأشار بهما صوب الجالسين بداخل المنزل قائلا "ألف سلامة عليك يا بدوي يأبن عمي، سلاموا عليكم".
كان الوقت قد تأخر وقد كان امامه الطريق طويله الى منزله، بدأ الظلام يحل ويسدل ستائره السوداء على المكان.
وصل الى الترعة الكبيرة التي تنتشر أشجار الصفصاف على جانبيها بأوراقها المتدلية تلامس الماء تحركها الرياح فتصنع تموجات على سطح الماء.
أكمل صديقنا طريقه بمحاذات الترعة حتى وصل الى جزع النخلة التي وضعها أحدهم ليعبر الناس من عليها للطرف الاخر من الترعة.
صعد فوق جزع النخلة ورفع كلتا يديه كما يفعل البهلوان ليتوازن فوق الحبل الذي يسير عليه ثم بدأ بالعبور.
فجاءة سمع صوت شيء ما يرتطم بسطح الماء وتحرك الماء مما فحرك اوراق شجرة الصفصاف.
نظر نحو الشجرة ثم قرر ان يعود للعمل البهلواني الذي كان يقوم به لكنه لمح خيال لشيء ما بتحرك فوق الشجرة نظر لأعلى الشجرة فرأى عينين مضيئتين كالجمر.
لم يمعن النظر كثيراً في صاحب تلك العينين لكنه بدأ يبسمل ويحوقل ويركض في عجله على جزع النخلة.
فجأة تحرك سطح الماء بقوة وقفزت منه اثنين اخريين من تلك المخلوقات وانقضت عليه.
أستيقظ ليجد نفسه في هذا المكان العجيب وصوت صفير رهيب يطن في اذنه، عاجز تماما كالمشلول، كان لا يرتدي أي من ملابسه والمكان كان بارداً للغاية، صار يرتجف من البرد.
فجأة دخل عليه احدى تلك المخلوقات المخيفة وفي يده المخلبية ذات الثلاثة أصابع شيئاً ما يشبه الحقنه وقام بغرزه في يده.
امسك اداة حاده وقام بشق صدره بها، كان الالم رهيباً لكنه كان عاجزاً عن الصراخ او التأوه، حتى أغشي عليه من الالم.

المؤامرة 

 أسيقظ ليجد نفسه سابح في مكان بلا حدود او أركان...
لا جاذبية ولا شيء سوى الضوء الازرق المشع من حوله.
لم يكن لوحده في هذا المكان كان هناك اخرين من اعراق وجنسيات مختلفة يسبحون معه في هذا المكان منعدم الجاذبية.
لا يدري ان كان هذا حلم ام علم...
اخذ ينادي على من معه لكن أحدهم لم يجيبه، لا يدري حتى متى سيظل في هذا المكان العجيب يطفوا فيه هكذا.
فجأة ظهر من العدم أحد تلك المخلوقات وقام بسحبه من هذا المكان حتى وصلوا اخيراً لمكان له حدود يشبه النفق او المغارة كانت اضاءة المكان خافته ولم تكن عينه اعتادت بعد على الظلام بعد ان كان في هذا المكان شديد الإضاءة، ساروا لبعض الوقت حتى وصلوا الى صالة فسيحه وقفت فيها تلك المخلوقات جانباً الى جانب مع جماعه من البشر، نظر نحوه أحد هؤلاء البشريين ثم دار بينه بين أحد هؤلاء المخلوقات هذا الحوار.
- لكنكم قد اذدتم العدد في هذه المرة عن المتفق عليه.
- جنسنا مهدد بالانقراض لم تعد عمليات الاستنساخ التقليدية تنجح.
لذلك طورنا طريقه جديدة لاستنساخ لا نكتفي فيها فقط بأخذ عينه من الحمض النووي للبشر وننميها في المختبر، نحتاج لوقت اطول لذلك فكرنا في زراعة حمصنا النووي داخل البشر ونحصده بعد أن يحين الوقت.
- كم يستغرق هذا الامر من الوقت؟
- سيستغرق جيلين على الارجح من البشر.
- ولكنها فترة طويلة للغاية على الاقل سيستغرق الامر ٥٠ عام، ماذا ستفعلون لو انقرضتم قبل ان تكتمل العملية.
- بالفعل أعدادنا في تناقص لكننا حسبنا حساباتنا ونحن نراهن على دقتها نتوقع أن اعدادنا قد تصل الى أقل من ١٠ عند مرحلة الحصاد ولو لم ينجح الامر ستكون كارثة.
- وما هو مصير فئران تجاربكم من البشرين بعد ذلك
- سنشق صدور احفادهم لنأخذ ما لنا.
- لكن هذا مخالف للاتفاق القائم بيننا.
- لا تقلق، نحن لا ننسي، سندفع لكم لقاء هذا الا تريدون هذا السلاح الذي يخفي معالم المدن في لحظات، سنعطيكم سره ونجعلكم تنتصرون على أعدائكم.
- إذا كان الامر كذلك فلا بأس....

كان هذا ما حدث لجد المهندس الذي قتل قبل خمسين عاماً.

الحصاد

 استيقظت من هذا الكابوس وأنا أتصبب عرقاً، كنت عيناي تؤلماني بشدة وأشعر بألم رهيب في صدري، أسرعت نحو المرأة أتفقدها ونظرت فيها انتبهت لخيال أحد ما يتحرك في المرأة كنت قد رأيته فتوقف في مكانه ينظر نحوي.
له عينان كبيرتين لونهما أسود ويرتدي بذه خاصة مصنوعة من المعدن اللامع المطلي بلون أسود وعليها ذلك الرمز الذي رأيته على جدران هذا المكان في الحلم، كنت قد رسمته من قبل في مذكراتي.
كان له جسد قصير ويدان طويلتين ينتهيان بثلاثة أصابع مخلبيه وأرجل قصيرة، بدأت القشعريرة الباردة تزحف على عمودي الفقر ومنه الى دماغي.
لم يمهلني كثيراً من الوقت فقد كان سريعاً للغاية، أنقض على في لمح البصر وغرز تلك الأداة الحادة في صدري وبدأ يخرج قلبي من مكانه.
تمنيت أن يكون كل هذا حلم وانتظرت أن أسيقظ من نومي، لكن فجأة هدأ كل شيء وبدأت أشعر ببروده مخيفة تسر في أطرافي وتتجمع عن أنفي، اشتممت رائحة الدماء الى تناثرت حولي في كل مكان، وبدأ المكان يظلم......

كانت تلك اللحظات الأخيرة فى حياة المهندس

(تمت)


# قصص_منصف_عرابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق