الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

لـيـريـا (الجزء الرابع)


ليريا (الجزء الرابع)

  • الخيانة
داخل مدينة تالا في تانيراي يصل موكب الفرسان القصر الاحمر ينزل الرجل اللذي وجده المخلب في الصحراء من علي جواده هنا ظهر من بوابة القصر رجل يعرفه المخلب و يعرف ان قلبه سيتواثب لرؤية هذه المفاجأة انه صديق الملك صديقه المقرب (رماح) ما ان شاهده حتي احتضن الملك (حصن) بقوة وهو غير مصدق لعينيه لقد وصلت الاخبار بموته وهذا ما جعل الكثيرين يظهرون علي حقيقتهم اما الملك العائد لم يطلب الراحة او يلجأ الي الحيل لترك الفرسان بل صافح جميع فرسانه و القادة اللذين توافدو مهرولين وعمت الجلبة ارجاء القصر و بالطبع كان اذا سألهم عن امر اجابوه بالطمأنة كذبا حتي لا يعكرو صفوه منذ وصوله ويفسدو فرحتهم به فزوجته الخائنة اسلمت نفسها لأخيه (بارق) اللذي نصب نفسه ملكا منذ شهور حيث وصلهم خبر موته اما اولاد الملك ماتو واحدا تلو الاخر و دون سبب واضح احترقت المحاصيل نهبت القوافل تمردت قبائل الصحراء مشاكل و فتن تنتظره و ضربات قاسمة للظهر لكن رماح وجه له السؤال اولا حتي يشغله عن اي امر قد يخطر بباله فكان ذاك
  • "كيف نجوت من الموت وماذا حصل ؟
  • في ليلة المعركة كنا اتفقنا علي قتال ليموريا و جيشها كنت معارضا لرسالة السلام التي ارسلها ملك ليموريا لكنهم عقدوا معه اتفاقا من تحت الطاولة لقد استلموا الذهب مقابل الانسحاب في اثناء القتال انسحب دارا ولي عهد نوميديا بجيشه اولا و في لحظات كانت جيوش يافاو تنسحب ايضا لم يبق معي سوي جيشي و بضع مئات من مقاتلي لير و اسديور و تونال حتي لصوص يور لم ينسحبو بينما من نعتبرهم ملوكا غادروا بعديدهم و جيوشهم كانت اوراس اخر من انسحب تركوني اواجه الموت وحدي هزمنا لكثرة عدونا و شراسته زحفت من ارض المعركة بعد ان كدت اموت في ارضها من كثرة الجراح لاصل الي نهر ارتميت بجسدي فيه جرفني التيار الي مكان بعيد انتشلني الصيادون عالجو جراحي ثم عرفتو بأني ملك الجنوب فبدأوا يفكرون بمن سيدفع اكثر لقاء رأسي .
  • حصل كل هذا معك ؟؟؟
  • ساحكي لك كل شي فيما بعد اريد ان ….
قاطعه (درباس) احد القادة بقوله :
  • لما ترتاح في قصر الامراء يا سيدي قد جهزناه لك اظن ان….
كان رد حصن مفاجئا
  • واترك زوجتي و عشيقتي لابد انها تتحرق شوقا لي ؟؟
اتجه مسرعا نحو الداخل تاركا القادة و الفرسان و الخدم في حالة من الحزن و الوجوم علي الوجوه هم يعرفون ما سيحصل زوجة خائنة تقتل ابنائه من زوجته الاولي المتوفاه تتزوج الاخ و تغريه بجمالها تقنعه بان يكون الملك لتحفظ الجاه و المال ، دخل القصر حاول بعض الحرس ثنيه لسبب مجهول لكنه كان صارما متجاهلا لهم عينه علي الاولاد و الزوجة وجه نظره هنا و هناك فوجد الجارية حسناء ..
  • اين الاولاد يا حسناء ابنتي (نرد) و ولدي (سائر) و (تيم) اين هم كانو دائما يلهون في جلبات القصر اين هم ؟؟؟
نظرت حسناء اليه في ذهول وهي تفكر ، …..الملك هنا هل اخبره ..
  • ماتوا منذ اشهر يا يا سيدي الملك ...
  • ايتها الحقيرة كيف تجرؤين ؟؟
امسك حصن بعنقها حتي كاد يقتلها لولا انه انتبه الي جناحه الملكي هرول مسرعا اليه ذلف الي حجرته حيث توقع ان تكون زوجته فاذا ما وجدها في ثوب الحزن فقد صدقت الجارية والا فهي كاذبة لكن منظرا اخر كان في انتظاره داخل حجرته الملكية صعقه و اذهب عقله امراة عارية تنام في احضان رجل يعرفه جيدا بارق اخوه غير الشقيق من ناحية الام اما المراة فهي زوجته اللعوب (الحنون) صرخ كوحش كاسر ايقظت صرخته العاهرة لتري زوجها المذبوح قد علت محياه كل علامات الغضب و تناثرت بين ثنايا وجهه شياطين الارض لفت نفسها بملاءة لا تستر من جسدها الا القليل قفز كوحش كاسر علي تلك المراة حطم عظمة او عظمتين من جسدها و اطبق بيده علي عنقها بينما يغرس اصابع اليد الاخري في عينيها تصرخ بالم شديد فلا يخرج اي صوت ذهل الاخ الخائن من المشهد و المصدوم بعودة اخيه اللذي لا شك سيسلب منه عرشه جحظت عين العاهرة التي لم تفقئ باصابع حصن وهي تلفظ اخر انفاسها نحو جحيم العالم الاخر الابدي لم يتركها حصن متمنيا ان تعود للحياة فيقتلها مرة اخري اتجه بارق الس سيفه المعلق علي الجدار بعد ان تيقن من انه التالي فرصته لينال من هذا الوحش و يبقي ملكا و لا احد يستطيع منعه من ذلك ولكن سهما شق صفيره هواء المكان ليخترق صدر بارق ملقيا بجسده ميتا محدقا بالفراغ غير مدرك لما حصل يفيق حصن من الصدمة و يري جثة اخيه ميتا هو الاخر بسهم يوجه نظره نحو مطلق السهم ليري امه العجوز و ام بارق انها العجوز (العنقاء) كانت عيناها تدمعان حينما رددت كلماتها لابنها حصن
  • كان علي ان افعلها قبل ان ترجع من الموت لكني فضلت ان لا افقد الولد الاخر لقد عرفت انك عدت رائحتك الزكية اعبقت جلبات القصر  عرفت ان هذا سيحصل و وفرت عليك ذنب قتل اخيك لم يكن كأبيه (عروة) لقد كان نعم الرجل و الاب لك بعد موت ابيك حفظ لك ملكك حتي كبرت ثم مات رجلا من العامة لا يملك منصبا او جاها .
سألها و الدموع تترقرق من عينيه :
  • أمي ماذا حصل لاولادي بالله عليك اين هم هل ماتوا ؟
  • قتلتهم تلك الافعي حذرتك دوما من غدرها و حقدها علي اجدادك لقد وضعت السم لهم في الطعام انهت حياتهم ليخلو لها عرش تانيراي.
اطرق قليلا ثم غرس سيفه  الاسد في جسد العاهرة و نهض متطلعا لاصلاح اخطائه و استعادة هيبة الدولة .
  • الاميرة رادنا
لا زالت احلام الاميرة تلاحقها كهف غريب خنجر من عظام التنين قلب اسود ينبض نقش تنين و قبر تتقافز الاطياف حوله صرخات و زئير و كلمات تتردد بلغات لا تفهمها لغات قديمة جدا قبل ان يندفع غطاء الضريح في الهواء و يتبدد كالسراب يخرج رجل بثيابه السوداء تشع من جسده تلك الهالة المخيفة السوداء عينين سوداوين بحدقة حمراء تتوهج و بشرة شاحبة كالاموات رغم كل هذا كان وسيما بشدة نقش في كل جزء من درعه الاسود طلسم و رسم لحيوانات لا تعرفها وشم ذراعه يظهر تنينا و يتدلي من خصره سيف اسود اللون ينظر اليها في شغف هذه المرة و لا يصرخ بها ككل المرات السابقة بل يقترب منها تشعر بانفاسه و تحس بخدر غريب لا تستطيع ان تقاوم هذا الشخص يقترب من شفتيها و يقبلها قبلة احست بانها قطعة من الجحيم قد التصقت بشفتيها غادرها مبتسما ، الان هي تطير في السماء بين السحب تشاهده وهو يندفع عبر حشود كثيفة لا احد يستطيع ايقافه تري القتلي في كل مكان و تري نحيب الثكالي و بكاء العذراوات تري مدنا اصابها الخراب ، تنهض في فزع شديد و لا تروي من احلامها اي كلمة لاي شخص كانت فقط تتجرع جرعات الماء البارد القادم من ينابيع نهر ازرو ترتدي ثيابها المعتادة ثياب الفرسان تتقلد سيفها ذي المقبض الذهبي و النصل الطويل الحاد نقش في كل ركن منه اسم من اسماء ملوك نوميديا تهبط درجات سلم جناحها نحو بهو القصر تقصد الاسطبل تختار اجود خيولها فرس بيضاء بجسد رشيق لم ترهقها ولادة ولم تتذوق غير انواع الطعام الفاخر الخاص بالخيول تتجول في طرقات اريناس المرصوفة تشاهد الناس مبتهجين يزاولون اعمالهم في بهجة و فرح صوت في داخلها يقول ان هذا الفرح سيودع هذه البلاد و ذاك الحلم يدفع بها الي البحث عن سره و عن ماهية هذا الضريح و لا افضل من العرافة (ايزيلا) لتسألها تلك التي تسكن تلال الشمال المطلة علي بحر الجليد رحلة تستغرق مسيرة يومين من اريناس ستذهب اليها و لن تتردد .

نهاية الجزء الرابع يليه الخامس الاسبوع القادم
#قصص_رضوان_عياد_القشعريرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق