الأحد، 17 ديسمبر 2017

مقابر الشيطان

مقابر الشيطان

سكون تام شواهد كتب علي جنباتها اسماء اصحاب هذه القبور بامكانك ان تسمع في الجوار ذاك القط يموء اسود اللون تتوهج عيناه بشكل مخيف "يبدو انها ليلة باردة بالفعل "كانت تلك كلمات محمود حارس المقبرة كان دائم السهر فالمقبرة مأوي جيد لمدخني الحشيش و لمن يعملون بالسحر لسرقة عظام الموتي لكن تلك الليلة كانت هادئة و باردة تسري القشعريرة في جسده النحيل و ترتعد اوصاله و تظهر تجاعيد وجهه من خلف ذاك الشال اللذي يحمي وجهه،ظهر من ثنايا السور البعيد خيال ما غريب لقد تعود محمود علي تلك الخيالات ربما جن او شياطين و ربما تهيئات تصورها له عيناه العجوزتان،ولكن و ما ان دخل الحارس لغرفته الصغيرة اللتي تحوي تلفزيون عتيق مع عدة الشاي حتي بدأت امور غريبة في الظهور،ضباب احمر بدأ بالتشكل عند قبر من القبور و اطياف غريبة شبحية تدور في حلقات بينما يقترب ذاك القط من القبر تتبعه اخري فاخري فاخري قطط تخرج من العدم و غربان تنعق بالخارج تجوب السماء فوق تلك البقعة البعيدة من المقبرة،لكن الحارس كان قد غلبه النعاس و لم يري شيئا مما يحصل و لم يري ايضا ذلك الوجه القبيح اللذي يطل عليه من النافذة "محمود محمود ...كانت تلك زوجته تناديه في حلمه اما في الواقع كان جسم اسود شبحي لفتاة شابة تظهر عيناها بوهج ازرق و اسنان حادة تنظر لذلك العجوز و تتأمله "محمود انتبه لما يجري حولك الارض ليست آمنة و المقبرة مسكونة بالشياطين احذر ذاك القبر لفتاة .... قاطع حلمه تلك الصرخة العالية لفتاة ما ايقظته في هلع شديد لقد سمع صوت الصراخ في أذنيه حتي كاد ان يصم لكنه استيقظ دون ان يري اي شيء تنبهت حواسه دفعة واحدة ليري ما يقف خلف النافذة قط اسود توهجت عيناه بلون ازرق فسفوري "سلام قولا من رب رحيم ما هذا القط ،قالها و هو يرتعد من البرد رغم ان الغرفة دافئة نهض من فراشه ليتفحص القط لكنه اختفي دون سابق انذار "هل احلم ام انني بالفعل احتاج الي نظارة طبية ،خرج من الغرفة باحثا عن ذلك القط و يا ليته لم يخرج ،ضباب احمر يغطي الجانب الاخر من المقبرة اشباح و خيالات تتقافز و قطط سوداء طيور تحوم و صرخات مكتومة تبدو له من وسط الحشد الشيطاني كادت ان تفلت منه صرخة رعب لكنه كتمها و اغلق الغرفة بسرعة بعد ان دخل مسرعا تاركا تلك الحشود في الخارج وما ان وجه بصره ناحية الفراش حتي فوجئ بتلك الفتاه تجلس علي طرف السرير تشير اليه باصبع يحمل مخلبا ناريا  ……
__________
حروق بالغة ناتجة عن احتراق الغرفة بسبب الموقد و المدفأة "غريب حارس مثل هذا الرجل سيكون حريصا خصوصا انه في هدا العمل منذ سنوات لعل الامر بفعل فاعل ساري الحارس" ،يتوجه ضابط الامن نحو حجرة اربعة بالمشفي قسم الحروق و التجميل حيث يجلس الحارس بعد ان تعافي من حروقه قليلا "مرحبا سيد محمود.."اهلا سيدي الضابط ..قالها و الحزن يظهر من عينيه لقد نجي باعجوبة من الحريق "هل بامكانك اخباري كيف حدث الحريق …"لقد كانو هناك كانت السبب هي من اشعلت النار …"من من اشعل النار اخبرني بصفاته الجسدية ربما نصل اليه…"شبح فتاة سوداء انها شيطانة ،انتهت المحادثة بين الضابط و الحارس بان الحارس قد تعرض لصدمة افقدته تركيزه لم يصدقه احد   لهذا قرر ان يعود للمقبرة حالما يتعافي جيدا .
__________
كانو ثلاثة شبان يترنحون من كثرة اسرافهم في الشراب و سجائر الحشيش حظهم العاثر ساقهم الي هذه المقبرة اللعينة "اليست هذه فتاة ام انني ثملت تماما،نظر احدهم و امعن النظر دون ان يميز ذاك الظل لكنهم تبعوه ظنا منهم انها فتاة بالطبع كانو يطمحون بذلك حتي يرضو اخر شهواتهم القذرة لهذه الليلة،دخلو في اثر الفتاة الي المقابر و اقتادتهم الي ذلك القبر ولكن ما ان وصلو كانت قد تبخرت تماما لا اثر لها ،ضباب احمر بدأ يتشكل من العدم ايادي تتخلل ذاك الضباب و قطط تموء بعنف بل تصرخ تتوهج عيونها بلون فوسفوري ليت الامر انتهي هنا عقارب افاعي و تلك الاطياف قبل ان تظهر الفتاة ..."انتم قرباني هذه الليلة
__________
المخطوطة "قبل مائة سنة من الان (كانت تنظر بعين الغل الي صديقاتها اللاتي تزوجن في القرية اقنعتها امها بان احد ما قد قام بعمل سحر ما لكنها ظلت علي غلها بالطبع الزواج قسمة و نصيب و شيء مكتوب من عند الله لا دخل لسحر فيه لكن حقدها يزداد يكبر حتي جاء ذلك اليوم كانت تملأ الماء من النبع عندما ظهر ذلك الشاب يرتدي ثيابا سوداء ملابسه غريبة لا تمت لعصرها بصلة كانو في ذلك القرن من الزمان يفصلون القماش كثياب لهم اما هذا احتوت ثيابه كتابات و رموز غريبة "مرحبا ايتها الشابة…"ابتعد من هنا لا احادث الغرباء …"حقا الا تريدين ان تتزوجي الا تريدين ان تعرفي سبب عدم زواجك …"نظرت اليه في دهشة لقد سبل اغوار نفسها هي لم تظهر هذا لاحد من قبل …قدم لها مخطوطة كتبت بخط غريب لكنها تستطيع قرائتها "نفذي ما بالمخطوط و سيأتي اليك امير البلاد بذاته طالبا يدك…اندهشت كثيرا و ما ان تناولت المخطوط و القت نظرة فيه ثم رفعت رأسها لتري الشاب لكن لا احد اطلاقا اختفي تماما…
"المخطوط"ستذهبين الي المقابر و سترسمين عند قبر السيد عيلام -هي تعرفه جيدا ساحر مات مقتولا منذ سنوات -سترسمين دائرة حمراء بدم كلب اسود ميت ستجدينه ولكن عليك احضار راس افعي و عقربا حي و قطة و غراب هناك ستقومين باحراق كل هذه الاشياء و ترددي التعويذة ليفك عنك الرصد ..انتهي المخطوط قامت بكل ما طلب منها بل و رغم استغراب امها من افعالها لكنها لم تعترض و كأن هناك ما يمنعها من ان تعترض اتجهت الفتاة للمقابر مع حلول الليل و قامت بالامر المكتوب في المخطوطة لكن امرا غريبا حصل لقد تشكل ضباب احمر عند القبر قبل ان تحس الفتاة بان جسدها عاجز عن الحركة ظهر ظل شبحي من القبر يشبه عيلام هي تعرفه جيدا كان ظلا شبحيا له قرنان و تبرز من فمه انياب حادة كان اخر ما راته الفتاة هذا الوجه القبيح تبخرت دون اثر في تلك الليلة اما الشيطان فقد تحرر من قبر صاحبه و اصبح لعنة لكل اهل القرية اللذين راحو يختفون عند القبر يمر احدهم بجانبها يري شبح الفتاة يلحقه ظنا منه انها تلك الفتاة التي بحثو عنها لايام دون جدوي و التي مرضت امها بعد اختفائها ليجد نفسه وسط ضباب احمر قاتل و افاعي و عقارب و مسوخ كما هو حال الشباب اللذين اخبرتهم الفتاة بانهم قربانها) ..
__________
"انتم قرباني لهذه الليلة …"توقفي ايتها الشيطانة ..كانت تلك صرخة ضابط الامن و من بجانبه محمود حارس المقبرة لقد صدق كل كلمة قالها الحاج مخلوف و عندما سأل الشرطي عن تاريخ المقبرة و الاماكن القريبة منها عرف انه منذ مائة سنة قبل ان تعمر البلاد كانت هنالك قرية تعرضت لحوادث غريبة في ذات الموقع .حتي عرفت بمقابر الشيطان،صرخت الفتاة بصوت جحيمي شيطاني"انهم قربااااااااااااني لن يأخذهم احد مني …كانت انيابها بارزة من ذلك الفم البشع عينان يتوهجان بلهب ازرق و مخالب تضيء بشدة تناثر الشرر من جسدها اصاب احد الشبان فتعالت صيحاته لقد بدأ يحترق بلهب اسود غريب انتفخ جلده و انفجر سقطت مقلتاه قبل ان يحاول الاخر الفرار لكن شيئا برز من صدره كانت مخالبها انتزعت قلبه ليجثو علي ركبتيه و قد زال اثر الحشيش و الخمر عنهم ظل قلبه ينبض لفترة قلبه الان يحترق بين يديها اما الشرطي ظل يرتعد خوفا كان القمر بدرا يشع بنوره لكن محمود وحده لم يخف ،اخرج من جيبه شيئا ما ارتعدت الفتاة الشبح للحظة حينما شعرت بتلك الطاقة انها نور صاف كامن نعم لقد كان شيئا لن يجرؤ شيطان علي مقاومته علبه تحوي ماء لم يكن اي ماء لقد احتفظ به محمود من اثر زوجته الراحلة عندما ذهبت للعمرة احضرت ماء زمزم و اخذت تتلو عليه من القرآن لتعالج به سقم زوجها من طارئ انذاك الان هذا الماء صار سلاحا "ابعد هدا الشي ابعد هادا الشي ابعد هادا الشي ارجووووووك …"صرخت الشيطانة هنا انتفض شرطي الامن و تنبهت حواسه عرف ان هذا الشيطان لن يهزم الا بشي روحاني شي لا يمت للامور المادية بصلة…اخرج جهازه المحمول و قام بتشغيل ايات سورة البقرة بصوت عالي انتبهت حواس الشاب الاخير و فهم ان نجاته في ذلك بدا يقرا ايات صغيرة يحفظها بل لا يحفظ غيرها لكنها مكنته من مغادرة الضباب الاحمر اللذي انحسر من حوله قبل ان يبدا الحاج مخلوف بنثر المياه علي الشيطان …صار يصرخ و يذوب كالرصاص المنصهر قبل ان يطلق صرخة اخيرة خيل لمن حضر الموقف انها اسمعت اهل المدينة باكملها "الحمدلله لقد انتهي الامر ... كانت تلك كلمات الحارس للضابط اللذي ظل حائرا بما حصل ولكن الامر انتهي او هكذا ظن الجميع .
•المكان غرفة الحارس ،الزمان بعد الحادث بخمس سنوات يقترب كيان اسود علي شكل رجل من محمود اللذي صار اكثر ضعفا و مرضا بحكم سنه كان نائما امام تلفازه كالعادة استيقظ علي تلك اليد الشيطانية تطبق علي رقبته في غل و الوهج يشع من عينيه…"قتلت عشيقتي ايها المسكين و ستدفع الثمن و تكون القربان" …
      (   تمت   ) قصص رضوان عياد _ القشعريرة
___________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق