الأحد، 17 ديسمبر 2017

موجينا (قصة مترجمة)

موجينا


قصة رعب مترجمة من التراث الياباني


هذا المنحدر على اليمين هو "منحدر مقاطعة كاي" ولا أحد يعلم لماذا يسمونه بهذا الاسم لكن الجميع يسمونه بهذا الاسم ...لأن الجميع يطلقون عليه هذا الاسم.
يتميز المكان بغطائه النباتي الكثيف وأشجار الكرز البديعة. على إحدى جوانب هذا المنحدر تجد هذا الخندق العميق الذي حفر في الماضي وصارت جدرانه خضراء اللون بعد أن تنامت عليها بعض النباتات المتسلقة، أما على الجانب الأخر فتقبع أسوار القصر الإمبراطوري، المنطقة هنا في غاية الجمال ومعزولة عن الناس.
تكون على النقيض تماماً المنطقة في الليل، فلا توجد أعمدة أناره، وإذا غاب ضوء القمر يصبح المكان موحشاً للغاية، لكن كان هناك ما يخشاه الناس أكثر من الظلام، أنها "الموجينا" التي كانت تجوب المكان في الليل.
أخر من رأى الموجينا في تلك المنطقة كان بائع التاكوياكي العجوز من مقاطعة كيوباشي، ولقد توفى، لكني أذكر تلك القصة التي حكاها لي في طفولتي منذ 30 عاماً، سأقص عليكم حكاية الرجل العجوز كما رواها لي.
******
تأخرت كثيراً في ذلك اليوم عن ميعاد عودتي الى المنزل، بعد أن بعت كل ما لدي من التاكوياكي، كان الليل قد حل والظلام قد أسدل ستائره السوداء وأنخفض عدد المارة في الشوارع.تجاهلت القصص التي يرويها الناس وقررت أن أصعد "منحدر كاي" لاختصار وقت العودة للمنزل كان المكان مظلماً وموحشاً للغاية بالكاد أرى معالم الطريق.فجأة سمعت صوت نحيب لأمرأه تبكي بحرقه، رأيتها وقد كانت تقف وحيده أمام الخندق وفى يدها قيثارة صغيرة، كان واضحا أنها مقدمة على القيام بعمل غبي، فهرعت اليها قبل أن تفعلها وتقفز الى الخندق العميق لتنتحر.
قلت لها "مرحباً، أيتها الجميلة، لا تبكي، ما خطبك؟، ما الذي حدث لكي؟ كيف لي أن أساعدك؟" أخبرتها بهذا وأنا أسير نحوها، محاولاً أن أواسيها. لم تلتفت لي وقامت بوضع يديها على وجهها، وبدأت تبكي بشكل هستيري، لم تعر اهتماما لما قلته لها.كان واضحاً من ملابسها الحريرية باهظة الثمن أنها فتاة غنية من الطبقة الحاكمة، وقد كان لها قوام جميل وكتفين ناصعتين البياض كان باديا لي أنها فتاة رائعة الجمال.قررت الاقتراب منها وربت بيدي على كتفها وسألتها “كيف أستطيع أن أساعدك؟ توقفي عن البكاء، هل ترغبين في بعض الشاي؟"نجح الأمر وتوقفت عن النحيب فأنزلت العربة وصببت كوب من الشاي الأخضر ثم نولت الكوب لها فأخذته ثم أدارت وجهها بعيداً عني.سألتها عما بها فبدأت تخبرني قصتها الطويلة عن والدها ووالدتها وصديقها وأنها كان من المفترض أن تتزوج من فتى غني لكنها كانت تحب شخص فقير، لذلك هربت من منزل عائلتها وذهبت لصديقها الفقير الذي طردها وأخبرها بأن مشاعره قد تغيرت تجاهها.كان صوتها جميلاً وقد ظلت تتحدث وتتحدث ثم توقفت عن الكلام، كل هذا ولم أكن أرى وجهها.انتابني الفضول حول رؤية وجه تلك الحسناء فاقتربت منها ووضعت يدي على كتفها، وأملت بالأخرى وجهها تجاهي في محاولة مني لرؤيته.فالتفتت نحوي وقد كانت الصاعقة."اللعنة، لهذا تخفين وجهك اذاً، ليس لها أعين لعينه ... ليس ذلك فقط بل ليس لها أنف، ولا فم، ولا أي شيء.... ليس لها وجه" -كان يقول لي العجوز هذا الجزء من القصة وبدنه يقشعر من الخوفلقد كانت شبحاً لعيناً.على الفور تركت المكان وأسرعت نحو عربة التاكوياكي وأخذتها وركضت صاعداً المنحدر، قررت ألا ألتفت الى الخلف وأعدوا بأقصى سرعه نحو الأمام دون توقف.اقتربت من قمة المنحدر وقد كنت متعباً للغاية من الركض وأمامي العربة، لمحت عند القمة بقعة ضوء اعتقدت في أول الأمر لذبابة مضيئة لكني بعد ذلك عرفت أنه ضوء مصباح ضعيف، هرعت نحو ضوء المصباح.فوجده عربة لبائع نودلز، فرحت كثيراً لرؤية أحدهم فأوقعت العربة من يدي، ثم جلست على الأرض ألتقط أنفاسي اللعينة."أنا بخير، لا تقلق" قلتها وأنا أنظر نحو بائع النودلز."أنت خائف إذا؟" رد علي بائع النودلز وفي صوته شيء من السخرية والتهكم.استغربت الأمر ثم أخبرته بما ما حدث مع تلك الفتاة، قلت له قد كان وجهها بشعاً للغاية مهما وصفت لك لن تصدقني."هل كان مثل هذا؟" قالها بائع النودلز ثم قام بانتزاع الجلد عن وجهه ليظهر من تحته وجه بلا ملامح مثل البيضة، قد كان وجه مثل البيضة اللعينة وهنا تنتهي القصة.

المصدر:

https://thisjapaneselife.org/2012/10/31/mujina-japan-ghost-story/
https://www.trussel.com/hearn/mujina.htm
Jappanes Ghost Story by Lafcadio Hearn
#ترجمة_منصف_عرابي
#تراجم_الرعب


#أصدقاء_القشعريرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق