السبت، 30 ديسمبر 2017

منشدي الترانيم (قصة مترجمة)





قصة مترجمة بعنوان منشدي الترانيم



أكره شرب الخمر ...
رغم أن جدي كان سكيراً، وكذلك أبي، لكني لم أشرب خمر في حياتي قطرة خمر قط وقد كان لذلك سبب:
عندما كنت صغيراً، قضينا أوقاتاً عصيبة عانينا فيها من الفقر وقلت المال.
لم يعمل جدي أو أبي بكد يوماً في حياتهما. كان جدي لا يجيد فعل أي شيء في حياته سوى أنه كان يعزف بمهارة على الكلارينت، وقد قام بتعليم أبي أن يعزف على آلة الأوكورديون.
في كل عام، عندما يهل عيد الميلاد، كانا يقومان بجمع بعض من الأصدقاء ويجولون الطرقات ينشدون الترانيم ويعزفون موسيقى عيد الميلاد، ثم يطرقون الأبواب طلباً المال.
بعد ذلك يتوجهون الى الحانة لينفقوا كل ما تسولوه على شرب الخمر.
في أحد الامسيات، كانت عشية عيد الميلاد قاموا باصطحابي معهم، وقد كنت صغيراً جداً على أن أقوم بالعزف على أي الة، لذلك قاموا بإعطاءي مثلث رنان صغير وطلبوا مني أن أطرق عليه من الحين للأخر.
كانت الليلة مظلمة للغاية والجليد يتساقط، وبرودة ديسمبر تقطع في لحمنا كالسكاكين، سرنا بصعوبة عبر الجليد المتراكم والثلج.
فجأة توقف جدي وأخبرنا أن هذا المكان جيد تماماً لنبدأ.
وقفنا أمام منزل ضخم مزين بأضواء وزينات عيد الميلاد وبدأنا بتلاوة أناشيد عيد الميلاد القديمة، فقام جدي بالطرق على باب المنزل.
أنفتح باب المنزل لتخرج منه سيدة شابة في الضوء الخافت تحمل في يدها صينية عليها زجاجات من المشروبات.
بابتسامة، أمسكت إحدى الزجاجات وأشارت بها لأحد الرجال ليشرب، فقام جدي بفرك يديه في سعادة وأسرع بالتقاط الزجاجة.
في لحظتها، نظرت نحو نافذة المنزل في الطابق العلوي لألمح خيال من يحدق من الأعلى، تعجز الكلمات عن وصف مدى بشاعة ذلك الوجه.
ألقيت نظرة على وجه تلك السيدة وهي في طريق عودتها للمنزل وقد كانت بنفس البشاعة.
قبل أن أتمكن من إيقافهم عن تناول ذلك المشروب وضع جدي الزجاجة على شفتيه وتجرع جرعه كبيرة من المشروب دفعة واحدة.
"عزيزي، المسكين" قالتها له السيدة ذات الوجه البشع بنبرة تدليل طفولية ثم أخبرته " لقد تناولت الدماء يا سيدي"
أنغلق باب المنزل، وتعثر جدي للخلف وسقطت من يده الزجاجة لتتهشم على الأرض ثم سقط على ظهره.
لا أذكر الكثير مما حدث بعدها لكني كل ما أستطيع تذكره هو استيقاظي في ذلك المكان المظلم وأنا مستلقى على الجليد، وباقي الرجال مستلقين من حولي، وقد استيقظوا للتو.
جرى والدي نحو جدي وقام بهز رأسه ليصحوا لكنه لم يتحرك.
اختفت السيدة والمنزل صار خاوياً ومهجوراً، كل ما تبقى هناك هو الظلام الدامس وبقعه كبيرة حمراء مكان الزجاجة التي كسرت.
فارق جدي الحياة، وظل جسد في الثلج وقد صار وجهه بنفسجي ومنتفخ.
أسرعنا الى المنزل عند وقمنا باستدعاء الشرطة، التي أرسلة جسد جدي المشرحة، أخبرهم أبي ما حدث لكنهم لم يصدقوا كلمة من روايتنا، فقد قالوا إن هذا المنزل مهجور منذ مائة عام على الأقل.
بعد تلك الليلة، تغير والدي تماماً ولم يجعل قطرة من الخمر تلامس شفتيه بعد موت جدي وقد قمت بالمثل. (تمت)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق